الموبايل في يدها .. ارتاجفة كفها الذي يحمل ذاك الجهاز الصغير المتخم بأرقام مختلفة تعكس خوفا وانتظارا، انها اللحظة التي لطالما انتظرتها .. اليوم سيجيب على سؤالها .. اليوم سيطفئ نار لهيبها المشتعلة في قلبها.
* * *
في زاوية المقهى الشهير التقته في هروب سريع من محاضراتها، جلست إلى قربه بلهفة وشوق .. مدت يدها لتصافحه .. تمنت الا تنسحب يدها من حضن يده، قالت بألم وحسرة:
- يوم (الملجة)* الخميس القادم .. أهلي مصممون على زواجي .. أرجوك جد لي حلا .. أنت تحبني .. صح؟
رشف من فنجانه، زم شفتيه بحركة واثقة .. مده نظره الى حيث طاولة إلتمت حولها عدد من الجامعيات الآخريات .. قال متنهدا :
- صح .. والأصح أن تتم هذه الزيجة
أحبطت .. أطرقت بحزن :
- ولكنك وعدتني بالزواج ...!
- ظروفي صعبة .. تزوجي الآن .. وبعد أن تتحسن الأمور تطلقي منه ..
- ونتزوج ؟..
أطال النظر إلى احدى الجالسات في تلك الطاولة .. غمز لها .. ثم التفت إليها .. أجاب :
- نتزوج .. (ليش)* لأ؟
* * *
الموبايل تبلل بعرق كفها .. الانتظار يطول .. وصبرها ينفذ ..اليوم هو اليوم الموعود .. لماذا لم يتصل؟ لماذا لم يسأل؟ ..عيناها مغروستان في الشاشة .. بانتظار جملة ( الرسائل الواردة (
* * *
اتصالاتها لم تنقطع عنه منذ أن أعلنت خطوبتها .. ثم الملجة .. حتى ليلة العرس .. كان معها على الخط حتى تم زفافها داخل الصالة إلى العريس المؤقت .. كان يغرقها أملا .. وكانت هي تغرق في أحلامها ...
* * *
في آخر مكالمة لها معه أخبرته أنها ستذهب لقصر العدل غدا .. وأنها ستطلق منه .. فقد اختلقت مع الزوج المشاكل .. وبنت بينها وبينه الف حاجز وحاجز حتى يكرهها ويطلب الانفصال عنها .. وحدث الانفصال .. ووعدته بأنها بمجرد عودتها من المحكمة وورقة الطلاق بيدها ستبعث له برسالة .. " الآن .. أنا حرة "..!
* * *
للصبر آخر .. ولكل انتظار نهاية .. وانتهى صبرها أخيرا .. وصلتها الرسالة .. إنها منه ..
الرسائل الواردة = 1
تفتح الرسالة :
" آسف .. لا أتزوج امرأة بسوابق"
- تمت